البوصلة النفسية للفرد وأهميتها في توجيه سلوكه ورؤيته للحياة

البوصلة النفسية تتكون من محددات وتعريفات يضعها كل فرد لنفسه، والتي تشكل في النهاية الإطار الذي يوجه سلوكه ورؤيته للحياة وحتى الأشخاص الذين يبدون مشتتين لديهم بوصلة نفسية تحكم تصرفاتهم، ولكن قد تكون هذه البوصلة مضطربة بسبب خلل في التعريفات والمبادئ التي يعتمدون عليها.

إن البوصلة النفسية تتألف من مجموعة من التصورات العليا والاعتقادات الكلية التي تشكل إطارًا للحياة النفسية للفرد مع التأكيد على أهمية الدين والروحانية كجزء لا يتجزأ من هذه البوصلة، وأن الروحانية بدون دين هي مفهوم مضلل.

هنالك خمس محددات أساسية تشكل البوصلة النفسية، وهي:

  1. التصورات العليا والإيمان: كيف يفيد الإيمان والعبادة في بناء النفس؟ وهو قائم على الاعتناء بالروح وذلك من خلال الدين وعلاقة الإنسان بربه بطريقة صحية ومفهومة
  2. التعامل مع النفس والصفات النفسية الأساسية: أهم الصفات النفسية التي يجب تطويرها و العمل عليها
  3. العلاقات: كيف تؤثر العلاقات على نفسي؟ الموازنة بين الحقوق والواجبات
  4. طبيعة العيش ونمط الحياة: كيف أفهم الدنيا والسعادة والنجاح فهمًا صحيحًا؟
  5. التعامل مع الأزمات والشدائد: التركيز بشكل خاص على الجانب الروحي، حيث أن للروح قيمة كبيرة في حياة الفرد وأن الدين يساهم في تقوية البناء النفسي ويساعد الفرد على التعامل مع الأزمات.

التصورات العليا والإيمان:

البوصلة النفسية يجب أن تكون صحيحة ودقيقة في تحديد المعايير والتعريفات للوصول إلى الهدف، والدين يعزز الصحة النفسية ويساعد في التعافي من الأمراض النفسية وأن الإنسان ليس مجرد مادة بل يتكون من الروح والقلب والعقل والنفس، وهذه الأبعاد مجتمعة تشكل الحياة الإنسانية.

هنالك عدة أنواع من العلاقات التي يمكن أن يكونها الناس مع الله، بعض الناس يعبدون الله من أجل المطالب الدنيوية والفوائد الشخصية، مشبهين علاقتهم بالله بعلاقة موظف براتبه لكن العبادة يجب أن تكون لله وحده لتحسين الآخرة وليس فقط لتحقيق المنافع الدنيوية، الإيمان السطحي يركز فقط على الفوائد المادية ولابد من الإيمان العميق الذي يشمل العبودية لله والتي تجلب الفوائد النفسية والروحانية.

هناك أشخاصًا لا يضعون الدين ضمن أولوياتهم اليومية ولا يستخدمونه كمحدد رئيسي لتوجهاتهم الحياتية، مما يؤدي إلى نقص في التوازن النفسي والروحي، ولذلك من المهم العناية بالمشاعر الإيمانية مثل محبة الله والخشية منه والطمأنينة و ليس فقط المشاعر المادية مثل الفرح والحزن.

التعامل مع النفس والصفات النفسية الأساسية:

البوصلة النفسية والتربية الذاتية: يجب أن يكون الهدف هو بناء شخصية قوية ومتوازنة، لا شخصية ضعيفة ومدللة، ولا يجب إتباع الاتجاهات الحديثة في التنمية البشرية وعلم النفس الغربي التي تركز على رعاية الذات بشكل مفرط مما يؤدي إلى تدليل النفس وإضعافها، بل من المهم التركيز على أهمية الرفق والتوازن في التربية وفقًا للمبادئ الإسلامية، حيث أن الرفق هو أحد الأركان الأساسية في الإسلام وعلم النفس الإسلامي.

العلاقة بين الإنسان وخالقه: بعض الناس يعبدون الله طلبًا للمنافع الدنيوية فقط، وتكون مشابهة للذي يعمل بأجر كالموظف وصاحب العمل، لكن عبادة الله تعالى هي لتحسين الآخرة أولا وليس الدنيا، وأن الفوائد الدنيوية إذا جاءت فهي بفضل الله وليست الهدف الأساسي من العبادة.

الثقة بالنفس مقابل الثقة بالله: تركز الاتجاهات الحديثة في التربية وعلم النفس على الذات وتقديرها ورعايتها، بينما المنهج الإسلامي يُركز على تزكية النفس  ومجاهدتها والثقة بالله، و هذه الاتجاهات الحديثة قد تؤدي إلى تربية جيل هش وضعيف لا يستطيع مواجهة تحديات الحياة ومن المقلق حالياً انجذاب الشباب إلى دورات تنمية الذات التي تُقدم حلولاً سريعة وسهلة دون جهد حقيقي، و هذه الدورات لا تُقدم حلولاً عميقة ومستدامة و لذلك من المهم التركيز على العمل الجاد من أجل تحسين النفس وتطوير الصفات الإيجابية مثل الصبر والتحمل والرضا والشكر والقناعة والأمل والتفاؤل.

إن البناء النفسي القوي يتطلب جهدًا وعملاً، والحلول السريعة والسهلة ليست فعّالة ولا تُسهم في تطوير الذات بشكل حقيقي، كما أن نمط الحياة المعاصر لا يساعد على تنمية صفة الصبر والتحمل في الناس سواء كانوا رجالاً أو نساءً، حيث أن السرعة في تلبية الطلبات والإعلام البصري وطغيان المتعة وحياة الرفاهية كلها تضعف الصبر وتجعل الناس أقل قدرة على تحمل المشقة والألم ولذلك الشباب و الشابات الذين نشأوا في بيئات مرفهة يجدون صعوبة في التكيف مع مسؤوليات الحياة الزوجية والأمومة.

كذلك الإفراط في استخدام التكنولوجيا مثل الهواتف المحمولة يضعف القدرة على الصبر والتأمل والخلوة، وكذلك الرفاهية والكسل يضعفان الجدية والانضباط، ولكن لا يجب الذهاب إلى الطرف الآخر وجعل الحياة عسكرية ومحرومة من النعم.

بشكل عام يمكن القول إن الفكر المادي في علم النفس والحياة يُعامل الإنسان كمادة بلا روح، ونحن نعلم أن الإنسان ليس مجرد مادة وأن الجانب الروحي والإيماني مهم في التعامل مع النفس ويتطلب جهدًا وصبرًا، وليس الدوران في حركة رأسمالية مفرغة من الحصول على المال و صرفه على اللذة و المتعة، و كذلك سقف التوقعات المنحرف و الغير منطقي لعلاقة مثل الزواج و التي من المفترض أن تكون علاقة لها أبعاد إنسانية سامية.

العلاقات:

أهمية العلاقات الاجتماعية: إن البوصلة النفسية في العلاقات يجب أن تكون متوازنة بين الاندماج مع الناس والاستقلالية عنهم وإن الإفراط في العزلة أو الاختلاط يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية، ولذلك من الأهمية التوازن في الحقوق والواجبات بحيث يجب أن يأخذ كل طرف حقوقه دون إغفال واجباته تجاه الآخرين، والعكس صحيح، حيث لا يجب التضحية بالحقوق الشخصية بشكل مفرط وهذا يبرز مفهوم “الميزان النفسي” في علم النفس الإسلامي، الذي يدعو إلى الاعتدال وعدم الانحراف يمينًا أو يسارًا في جميع جوانب الحياة.

مسألة القوة والضعف في العلاقات: يجب الحذر من الإفراط في الضعف الذي يؤدي إلى الكسر، أو القوة الزائدة التي قد تؤدي إلى إيذاء الآخرين حيث إن العديد من المشاكل النفسية ناشئة من العلاقات الخاطئة أو سوء التعامل معها، والكثير من المشاكل تنبع من الشخص نفسه وطريقته في إقامة العلاقات.

يجب أن يبدأ الشخص بنفسه عند محاولة حل مشكلات العلاقات بدلاً من انتظار تغيير الطرف الآخر و من المهم تعلم كيفية إقامة العلاقات بشكل متزن والتعامل مع الأذى بطريقة صحيحة، و لذلك تبرز عملية تطبيق القوانين الإسلامية في التعامل مع الآخرين مثل قاعدة “خذ العفو” التي تدعو إلى التسامح وعدم التدقيق الزائد على الناس، إن الإصرار على تغيير الطرف الآخر قد لا يكون فعالًا ومن المهم حماية النفس من الأذى و يجب الانتباه حتى لا نتحول إلى أشخاص يُعانون من الحساسية الزائدة في العلاقات و يضعون توقعات عالية جدًا على الآخرين مما يؤدي إلى خيبة أمل ومشاكل في العلاقات.

طبيعة العيش ونمط الحياة:

مفاهيم النجاح و السعادة وتعريفاتهم في الحياة المعاصرة: الغرب يعمل على رفع مستوى الرفاهية و الديموقراطية لرفع مستوى السعادة ولكن النجاح لا يقتصر فقط على الرفاهية المادية كما يُروّج له في “الحلم الأمريكي” حيث إن الرفاهية والتقدم في مجالات مثل الطب والعلاج النفسي لم تؤدِ إلى انخفاض في معدلات الأمراض النفسية، و من الملاحظ أن الضغوط النفسية قد زادت رغم الرفاهية المتزايدة، لذلك نجد الأجيال السابقة كانت أكثر رضاً رغم انخفاض مستويات الرفاهية لديهم حيث أن الحياة المعاصرة قد “سرقت” منا القدرة على الصبر والتحمل، وأدت إلى تعريفات خاطئة للسعادة ولذلك انتشر ما يسمى ب “علم نفس الكافيهات”، حيث يُصبح مصدر الصحة النفسية والراحة هو البحث عن المتعة واللذة الجسدية و هذا النوع من السعادة يكون سريع الاشتعال والانطفاء ويمكن أن يؤدي إلى الإدمان.

والتعريف الصحيح للسعادة يعتمد على التنوع في مصادر هذه السعادة حيث يشمل السعادة الروحية والمعنوية والاجتماعية والأخلاقية بالإضافة إلى قدر معتدل من السعادة الجسدية والمادية، ومن الضرورة تحقيق التوازن في مصادر السعادة للحصول على حياة متكاملة ومرضية، إن النموذج الغربي للرفاهية لم ينجح في تحقيق السعادة الحقيقية ولذلك يمكن للرفاهية المادية الزائدة أن تؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية وليس العكس.

إن النجاح لا يجب أن يُقاس بالمناصب العليا أو الثروة فقط، بل يجب أن يكون متعدد المصادر ويتناسب مع قدرات وإمكانيات كل شخص بدلاً من النظرة الضيقة للنجاح التي تروج لها دورات التطوير الذاتي والتي تجعل الناس يشعرون بالنقص إذا لم يحققوا معايير معينة ولذلك تبرز أهمية التوازن والرضا في جوانب الأمومة والزواج والتربية وعدم الانسياق وراء توقعات غير واقعية تنتج عنها، و نأخذ كمثال الضغوط التي يواجهها الأبناء بسبب توقعات الآباء العالية للتفوق الدراسي، حيث أن النجاح الدراسي ليس المقياس الوحيد لنجاح الأبناء وأن الضغط المفرط لتحقيق درجات عالية يمكن أن يكون له تأثير سلبي.

هنالك اتجاه سائد في علم النفس الغربي من خلال التنمية البشرية و التمركز حول الذات و هذه محاولة الغرب للهروب من الدين بسبب التجارب السابقة و إيجاد بديل من خلال التمحور حول الذات، إن تدليع النفس هو خيار ثقافي غربي و ليس نتاج دراسات علمية أثبتت صحتها، و هي تدفع باستغناء العبد عن الله من خلال أنت قادر و تستطيع، وسبب انجذاب الجيل الحالي إلى قانون الجذب و خلافه هو البحث عن حلول سريعة و سهلة ، حيث أن علم النفس الغربي السلوكي و المعرفي و كذلك علم النفس الإسلامي يحتاج إلى عمل و جهد مثل مجاهدة النفس و تنمية الصفات الأساسية في باب الصبر و التحمل و الجلد و كذلك الصفات الأساسية في باب الرضا و الحمد و الشكر و القناعة ، و كذلك الشجاعة و القوة و الإتقان و ليس الكمالية.

التعامل مع الأزمات والشدائد:

من المهم البحث عن مصادر متنوعة للقوة والدعم في مواجهة الأزمات النفسية بدلاً من الاعتماد على حلول سريعة وغير فعالة، و يجب أن يكون تعريفنا أوسع وأكثر توازنًا للنجاح والسعادة مع التركيز على الرضا والقناعة والتوازن بدلاً من السعي الدائم وراء الإنجازات المادية والمراكز العليا،  و لنأخذ كمثال موضوع النجاح والتربية حيث يجب التركيز على التشجيع والتحفيز للأبناء بدلاً من الضغط والشدة مع ضرورة توفير بيئة سليمة وهادئة للتعلم وتجنب الحروب المستمرة والغلظة في التعامل مع الأبناء التي قد تؤدي إلى انهيار نفسي للأم أو الأب، و لذلك يجب التركيز على النجاحات المتعددة وليس فقط النجاح الأكاديمي و أهمية الجوانب الأخلاقية والنفسية والدينية في تربية الأبناء بحيث يكون النجاح متعدد الأبعاد وأن يتعلم الأبناء من الآباء أن النجاح لا يقتصر على الدرجات العالية، كما يجب أن نسأل أنفسنا: هل نلجأ إلى دورات التنمية البشرية الملوثة؟ أو إلى التوازن بين العقل والروح؟ النفس والجسد؟ القلب والعقل؟

المراجع:

محاضرات اليوتيوب:

  • “البوصلة النفسية” للدكتور خالد بن حمد الجابر ، جزاه الله خيراً
  • “بناء القوة النفسية” للدكتور خالد بن حمد الجابر ، جزاه الله خيراً

مواصفات الشخصية القوية

مكونات الشخصية القوية هي عبارة عن صفات وخصائص يمتلكها الفرد وتجعله مؤهلاً لمواجهة التحديات والصعاب في الحياة، وتمكنه من التعامل بشكل فعال مع الأشخاص والمواقف المختلفة و هي مرتكزة على فهم الذات و إدارتها و لذلك من المهم تعريف الذات، والذات: تشير إلى أجزاء الإنسان التي تعبر عن الكل، هي جسد الإنسان وروحه و نفسه و عقله و مشاعره و نجاحاته و إخفاقاته، هي معلوماته و أفعاله و ثقافته.

وهذه نبذة سريعة عن مكونات الشخصية القوية:

تقدير الذات:

يتمثل في رؤيتنا الإيجابية لأنفسنا وشعورنا بالرضا والثقة بقيمتنا كأفراد من دون الحاجة لتأكيدات من الآخرين، فالشخصية القوية هي تلك التي تعتمد على تقدير الذات العالي الذي يساعدها على التحلي بالثقة والقوة في مواجهة التحديات، فالعمل من أجل ثناء الناس هو وجه من وجوه انخفاض تقدير الذات، والأهم هو رأيي في نفسي وبدون الحاجة لأي سبب خارجي (كنوعية هاتفي، أو النسب، الشكل، المال )فأنا لا أقزم من نفسي ولا أضخمها، و أنزل الناس منازلهم الحقيقية وأنهم فقط بشر من خلق الله لا يضرون و لا ينفعون، و تقدير الذات هو وسط بين النرجسية و الدونية

الثقة بالذات:

وهي الشعور بالقدرة مع وجودها من خلال الاعتماد على نفسك ومهاراتك وقدراتك في مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف، وهي متعلقة بالأداء من خلال الإجابة على هذا السؤال: هل أنا قادر في تلك اللحظة؟ والثقة بالذات هي وسط بين الاغترار والاحتقار.

توكيد الذات:

يتمثل في القدرة على التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بصراحة وصدق دون خوف من الانتقادات أو الرفض، ويساعد هذا المكون على بناء العلاقات الإيجابية مع الآخرين والتعامل مع الصعاب بشكل فعال، وهو أن تقول وتفعل ما تشعر به و تريده موازنا بين نفسك و الآخرين، تقديم الناس دومًا هو ضعف و ذلة، سوف تفقد بعض الأصدقاء و المعارف و هذا ثمن لتوكيد الذات الصحي، الحياة في العلاقات مثل اللعبة يجب أن يشترك بها الطرفين و إلا فما فائدة الطرف الثاني

تقبل الذات:

يتمثل في القدرة على قبول أنفسنا بكل ما يميزنا، سواءً كانت طبيعة شخصيتنا أو مظهرنا الخارجي أو قدراتنا وعيوبنا والشخص الذي يتمتع بتقبل الذات يحقق الراحة النفسية والثقة اللازمة لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف، وتقبل الذات هو وسط بين الإعجاب المطلق ورفض الذات، فلا نبالغ في التجمّل و إظهار المحاسن وهو استعراض بالمظهر و تسويق للنفس من خلال الجسد للحصول على القبول و الاستحسان، من قبل ذاته فقد قبل شكله بأي صفة كانت، المعاناة الحقيقية لبعض البشر هي في نظرتهم تجاه ذواتهم و ليس في شكلهم، الشكل هو مقياس من مقاييس البشر و لذلك تستمر في التغير بتبدل الأحوال و الأيام ، العبرة بالقيمة عند الله و ليس البشر.

وأخيراً، يمكن القول بأن الشخصية القوية تعتمد على توازن مثالي بين هذه المكونات، حيث يتمكن الفرد من الاعتماد على نفسه وتقدير قيمته وتحقيق الأهداف والتفاعل مع الآخرين بطريقة إيجابية ومتفاعلة وبناءة، ويمكن لأي شخص العمل على تنمية هذه المكونات لتحسين شخصيته وتحقيق النجاح في حياته.

و توكيد الذات هو أهم ركن ولو مارسته بشكلٍ صحيح ستشعر بانسجام رائع مع شخصيتك ولكن و للأسف قد يكون ضعيفًا في بعض مجتمعاتنا الإسلامية، وهناك عدة أسباب لذلك:

أولاً: قد تكون هناك ثقافة سائدة في بعض المجتمعات الإسلامية تحث على الصمت وعدم التعبير عن الرأي الخاص بالفرد، وهذا يمكن أن يؤثر على توكيد الذات ويحول دون تحقيق الشخصية القوية، مثل تبني ثقافة الصمت والعيب في مجتمعاتنا، المعلم لا يحب الطالب الذي يناقش ويعترض و الطالب المثالي هو الصامت و الهادئ، دورنا أن نهذب هذا الحق حتى يطلب بأدب، قال نبينا الكريم” فليقل خيرًا أو ليصمت” الخيار الأول أن يتكلم، كذلك عدم حب المجتمع للشخص المشاكس

ثانيًا: قد يكون هناك احترام زائد للشخص الكبير في العمر أو الوضع الاجتماعي، مما يمنع الشباب من التعبير عن رأيهم أمام هذه الشخصيات، ويؤثر سلبًا على توكيد الذات.

ثالثًا: قد يحدث التزييف والمجاملات في بعض الحفلات والمناسبات الاجتماعية، مما يؤدي إلى تربية جيل لا يتقبل التوكيد الصادق للذات، ويؤثر هذا على قدرة الشخصية على التعامل مع الصعاب والمشاكل، كمثال التزييف والمجاملات التي تحدث في حفلات نهاية السنة للطلاب والتي تبين بأن كل ما بالمدرسة جميل ومرتب ومنظم و هذه كفيلة بأن تهدم توكيد الذات لدى الطلاب.

وللتغلب على هذه العوامل السلبية، يجب أن يتم تشجيع الأفراد على التعبير عن رأيهم ومشاعرهم بكل صراحة وصدق، وأن يتم تعزيز توكيد الذات كمكون أساسي للشخصية القوية والناجحة. ويجب أن نتعلم كيف نوازن بين توكيد الذات وتقبل الآخرين، وأن نتعامل بصدق وإيجابية مع الآخرين، دون إهانتهم أو الانتقاص من شخصيتهم، وهذا سيساعدنا على تحقيق التوازن الصحي بين الحفاظ على شخصيتنا وال تعامل باحترام الآخرين. وللتحقق من أننا نعمل بصورة صحيحة، يمكننا الاستماع إلى أراء الآخرين وملاحظاتهم بكل احترام وتقدير، والعمل على تحسين أنفسنا بناءً على هذه الملاحظات.

وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن توكيد الذات لا يعني التصرف بطريقة متغطرسة أو تعامل بشكل غير محترم مع الآخرين. ولكنه يعني أن نتعلم كيفية التعامل مع الصعاب والمشاكل بثقة وصدق، وأن نتعامل مع الآخرين باحترام وتقدير، دون الإساءة إليهم أو تقليل شأنهم، وإذا تمكنا من ذلك، فسوف نحقق النجاح والسعادة في الحياة ونتمتع بشخصية قوية وناجحة.

المرجع: كتاب الشخصية القوية للكاتب ياسر بن بدر الحزيمي (جزاه الله خيراً)

الوعي الذاتي و مستويات الحياة: لماذا نتصرف أحيانا بطريقة نندم عليها لاحقا؟

دائما ما تساءلت لماذا تختلف ردة فعلي من موقف لآخر؟ لماذا في بعض الأيام يكون المزاج راقي و أتحمل أي ضغط نفسي أو جهد بدني بدون الإمتعاض أو الشكوى؟ و لماذا في أيام أخرى تزعجني أشياء بسيطة ليس لها معنى؟ لماذا أفقد أعصابي بسرعة في بعض المواقف التي قد تكون تافهة؟ و لماذا ينتابني القلق من بعض المواضيع و الأمور على الرغم من أنني غير مرتبط بها البتة و لا توجد لي أي علاقة لا بالمسببات و لا بالنتائج؟! إن دراسة التوجيه (الكوتشينج) و قراءة بعض الكتب و متابعة العديد من الفيديوهات التعليمية قد ساعدني بشكل كبير لتغيير تصرفات كثيرة و أصبحت ردات فعلي أكثر إيجابية و عقلانية، حسنا أنت أيضا يمكنك فعل ذلك لو بذلت الجهد المطلوب في دراسة و فهم ذاتك.

أرجو قراءة المقال في وقت خلوة و هدوء حتى يتم إستيعاب كل الأفكار المذكورة ، لقد قمت بمحاولة تبسيط الموضوع حتى يصل لأكبر شريحة ممكنة و أرجو أن أكون وفقت في ذلك.

في هذا المقال أود أسلط الضوء على بعض المعلومات المهمة التي أرجو أن تساهم في زيادة الإدراك و الوعي الذاتي و فهم النفس و بالتالي تجعل حياتنا جميعا أفضل و أهدأ  و بالتالي تبعث على الرضا و نحقق من خلالها الإنجازات التي نرغب بها، هذه المقالة هي بناءا على ما قمت بتجربته و دراسته كذلك و لكن في نفس الوقت قمت بوضع بصمتي الخاصة حيث أن هنالك العديد من الأمور التي تطرح و التي لا تتناسب مع معتقداتي الدينية و مبادئي في الحياة و ما أؤمن به، على الرغم من أني موجه(مدرب) معتمد من جهات عالمية مرموقة و لكن هذه المؤسسات و المدارس تقوم بالتعليم بناءا على جانب معين فقط و في غالب الأحيان تحاول إبعاد الجانب الديني الذي لا يتناسب مع مبادئها، للأسف بعض المدربين و الموجهين لا يمعنوا النظر و التفكير فيما يدرسونه و تكون هنالك محاولات غير منطقية لزرع نظريات و أفكار غريبة تثبت فشلها على المدى البعيد، أنا أحاول جاهدا بأن أحلل و أطبق ما أراه منطقيا و متناسبا مع مجتمعنا الإسلامي و أدرك بأننا جميعا مختلفون و أحترم ذلك و كذلك أدرك بأني لا أملك من العلم شيئا يذكر و هي رحلة تتغير بها أفكارنا مع مرور العمرو هذا شيء طبيعي، أرجو أن تكون فكرتي واضحة أما الآن فلقد حان الوقت لنبدأ و نقرأ بهدوء و تفكر.

نحن كأفراد ننظر إلى العالم من خلال مجموعة من المرشحات أو الفلاتر ، فإذا كنا نرتدي نظارات ذات عدسات زرقاء اللون فإن العالم سيبدو أزرقا، و إذا كانت العدسات باللون الأخضر فإن العالم سيبدوا أخضرا ، لدينا جميعًا هذه الفلاتر وهي مبنية على تجارب واقعية من حياتنا وتأثيرات الناس والعالم من حولنا، إنها تشكل نظام معتقداتنا وطريقة رؤيتنا للحياة  و تقييمنا للمواقف،  في كثير من المواقف تساعدنا هذه الفلاتر على تحقيق النجاح و في جوانب أخرى يمكن أن تكون سببا للتقييد و التوتر، بشكل عام ترسم هذه الفلاتر الطريقة التي “نظهر بها” أمام العالم و  تؤثر على ردود أفعالنا و إستجابتنا للمواقف و تقبلنا للناس في جميع جوانب الحياة.

جميعنا صادفنا أفرادا ينظرون لكل الأمور بسوداوية و تشاؤم و استغربنا من ذلك، أو إلتقينا بأفراد لا يكفون عن الشكوى و التذمر، لماذا يا ترى؟ و أحيانا نرى الطرف النقيض تماما، شخص مبتسم و راضي بما لديه على الرغم من قلته مقارنة مع الآخرين؟! كل منهم يضع فلترا خاصا من خلال نظام معتقداته و تجاربه أيضا.

نحن غالبا يوجد لدينا ردات فعل مختلفة للمواقف بناءا على نوعية الضغط الذي نتعرض له في حياتنا اليومية ، أغلب أوقاتنا نكون في حالة مزاجية جيدة عندما تكون الأمور تحت السيطرة و كل شيء يجري حسب ما هو متوقع أو حسب ما تعودنا عليه بدون ضغط خارجي من أي طرف كان و لنقم بإطلاق إسم “يوم جيد” على هذه الحالة، أما عندما نتعرض لضغوطات الحياة و يزداد معدل الإجهاد النفسي أو البدني فإن حالتنا النفسية تكون متدنية و مزاجنا اليومي يكون متعكرا و دعنا نطلق إسم “يوم مزعج” على هذه الحالة، من المهم جدا معرفة و فهم ردة فعلك تجاه هذه الضغوطات في “يوم مزعج” و تعتبر هذه من أهم الخطوات أو لربما الخطوة الأولى لتقليل مستوى الضغط النفسي و الإجهاد الذي نعاني منه في الحياة.

إن معرفة و فهم طريقة تفكيرنا و تعاملنا مع هاتين الحالتين أو اليومين (الجيد و المزعج) يعتبر مؤشرا بإمكاننا من خلاله إدراك أمكانياتنا الحالية و كيفية إستغلال ذلك لتحفيز و إلهام أنفسنا و الآخرين كذلك من أجل عيش حياة أفضل و معرفة من نحن و ما هي الحياة بالنسبة لنا و كيف بإمكاننا التعايش مع كل المواقف بغض النظر عن نوعيتها، و هذا مهم جدا لأنه كلما أصبحنا أكثر وعيا و تفاعلا كلما قل مقدار الأحكام التي نصدرها على المواقف من جيد و سيء و هي ما تسبب تلك الضغوطات النفسية التي نحاول تجنبها و بالتالي نصبح أكثر قدرة في التعامل مع المواقف بطرق إيجابية ترفع من مستويات إنتاجيتنا و تؤدي إلى مزيد من الرضا و الإنجاز.

و هنالك نوعان من ردات الفعل لأي موقف نتعرض له:

1. ردة فعل سلبية (هادمة و مدمرة): و هي غالبا عندما يتعرض الدماغ لمواقف مجهدة و نكون تحت ضغط نفسي عالي أو أحيانا بدني، و غالبا يقوم الجسم بإفراز هرمونات ضارة مثل الأدرينالين و الكورتيزول من أجل التعايش مع الوضع و تحمله، لكن هذه الهرمونات تقوم بتوفير الطاقة للدماغ من خلال إتلاف بعض خلايا و أنسجة الجسم، على الرغم من ان هذا النموذج قد يمكننا من العمل بشكل جيد تحت الضغط و تحقيق النجاح في بعض الحالات على المدى القصير و لكن لو إستمر لفترة طويلة يمكن أن يقوم بإستنزاف طاقاتنا و يؤثر سلبا على مقدار الرضا و حجم الإنجاز الذي نرغب به، و عندما نعاني من الإجهاد يكون من الصعب أن ننظر إلى الصورة الأكبر للمواقف و الخيارات التي تكون متاحة لنا و بالتالي نقع ضحية للضغوطات اليومية و المعاناة.

2. ردة فعل إيجابية (بناءة و مثمرة): و تحدث غالبا عندما نكون تحت ضغط نفسي منخفض و قليل و بالتالي لا يعاني الدماغ من أي إجهاد و يبدأ الجسم في إفراز هرمونات تعمل على تحسين أداء عمله و يصبح الدماغ قادرا على التركيز بسهولة و إيجاد الحلول و الإبداع من خلال خلق تجربة أكثر وعيا و إداركا لما يحدث من حولنا ، كذلك يتبدد الخوف من تعاملنا مع الأفراد حيث تقل أحكامنا على المواقف و لا ننظر إليها كجيدة أو سيئة و نركز على ردة فعلنا فقط لكل موقف، و ذلك يضاعف من ردات فعلنا الإيجابية.

ردات الفعل اللتي قمنا بذكرها تحدث عند الجميع بلا إستثناء و هي طبيعية و تخدم أهداف محددة في الحياة و تأثيراتها قوية و واضحة لنا جميعا، كذلك تختلف درجة حدتها من شخص لآخر بناءا على العديد العوامل منها البيئة الأسرية و المجتمعية و كذلك التجارب الشخصية ، المهم جدا لنا هو: هل نقوم بردات الفعل هذه عن طريق الإختيار لأنها تقربنا من أهدافنا و أحلامنا في الحياة أو هي ردات فعل لا نتحكم بها و تعودنا على إستخدامها بلا وعي؟!

و الآن حان الوقت لفهم أكثر للذات و تحويل معرفتنا و فهمنا لردات الفعل من شيء غير ملموس مثل الوعي و الإدارك إلى الحصول على طريقة واقعية و ملموسة نرى بها العالم بناءا على تصوراتنا و مستوى وعينا و نصبح نشطين في إتخاذ قراراتنا و تعاملنا مع كل ما نتعرض له في الحياة.

لو تخيلنا بأن هنالك مخطط لعيش الحياة و التفاعل معها، و هذا المخطط به سبعة مستويات مختلفة، نرى العالم و نتفاعل معه بناءا على المستوى الذي نحن فيه ، المستوى الأول و الثاني مرتبطان بردات فعل ناتجة عن الحكم على الأشياء من جيد و سيء و كذلك الشعور بالخوف و العيش في ضغوطات نفسية و عصبية، أما المستويات الأخرى من 3 إلى 7 مرتبطة بردات فعل إيجابية تكون بناءة و مثمرة و كلما قل الضغط النفسي و العصبي كلما إرتفعنا لمستويات أعلى من الإيجابية و الإنجاز ، فكر في الأمر على أنه سلسلة متصلة حيث يكون المستوى 1 هو أدنى مستوى من الوعي والمستوى 7 هو أعلى مستوى من الوعي، بمعنى كلما أدركت مالذي يحدث من حولك و لماذا تتصرف بتلك الطريقة و لماذا تحس بتلك الأحاسيس فسوف تتمكن من إختيار ردة الفعل المناسبة و بالتالي سوف تتخذ قرارا إيجابيا للتعامل مع أي موقف و بالتالي سترتقي إلى مستوى أعلى.

و لكل مستوى هنالك ثلاثة مراحل مبنية على: 1. الأفكار التي لديك في ذلك الموقف أولا ثم 2.ما هي المشاعر و العواطف التي تشعر بها عندما تأتيك تلك الأفكار و ثالثا ماذا تفعل كنتيجة أو إجراء لهذه السلسلة من الأفكار ثم المشاعر؟  

على سبيل المثال، لو تعرضت لموقف و تعاملت معه من خلال تعريف المستوى الثاني فقد تشعربالغضب أو الاستياء أو الإحباط و تتصور بوجود صراع و تحدي ، الأمر الذي قد يؤدي إلى الجدال و المقاومة  أو محاولة إنجاز الأشياء بالقوة و هي جميعا خصائص المستوى 2.

يجب أن نعلم بأن جميع المستويات السبعة موجودة في كل شخص بنسب مختلفة و كل واحد يحتوي على مزيج من ردات الفعل المختلفة ، وتظهر هذه المستويات المختلفة بشكل أوضح في مواقف مختلفة و من المهم أن تكون على دراية بكيفية ظهورأعراض المستويات المختلفة في نفسك وفي الآخرين.

المستوى الأول:

المستوى 1 هو أدنى مستوى لردة الفعل السلبية و  غالبًا ما نرى أنفسنا من منظور “الضحية” لأننا نتصور بأن الوضع خارج دائرة نفوذنا وسيطرتنا و طبعا هذا يمكن أن يكون بيئة مناسبة لنمو النقد أو التشكك في قدراتنا، في هذا المستوى نميل إلى الشعور بالخوف والقلق والارتباك والشك وأي عاطفة أخرى مرتبطة بالعجز و عدم الإنجاز، نرى المواقف  الغير مرغوبة كأنها خصصت لنا و دبرت لنا بطريقة أو أخرى و نتيجة لذلك نقوم بتجنبها و ننسحب أو ننفصل عن المجموعة ، نشعر بأننا عالقون في هذا المستوى، مثلا إذا إتخذ شخص ما قرارًا ولم تكن النتيجة كما نتوقع فإننا نميل إلى الشعور بالذنب أو الإحراج وإعادة الأحداث في أذهاننا متمنين لو كنا تصرفنا بشكل مختلف، نبدأ بلوم أنفسنا على أي شيء سلبي يحدث و نقوم بالحكم على أنفسنا بشكل سيء كأن نقول فاشلون أو كسالى أو غير محظوظون.

لكن من المهم ان نتذكر أن لكل مستوى سلبيات و إيجابيات متفاوتة، و لنبدأ بتحليلها للمستوى الأول.

الإيجابيات: هذا المستوى ليس مجرد تفاعلات سلبية أو سيئة و إنما قد يخدم غرضا، يمكن لهذا المستوى أن يحمينا من مواجهة مواقف غير مريحة أو تحمل المسؤولية عن أحداث الحياة السلبية ويمكنه أيضًا جذب التعاطف والدعم من الآخرين و الحصول على الشفقة.

السلبيات: للأسف يمكن أن يؤثر الإنسحاب و تجنب الأمور و الإبتعاد عن الأمور المهمة في حياتنا على مستويات الرضا والإنجاز و كذلك يمكن أن يمنعنا من اتخاذ الإجراءات الضرورية للنمو والإرتقاء في سلم الحياة.

و الآن لنسأل أنفسنا هل نتذكر موقفا إختبرنا فيه هذا المستوى من ردة الفعل السلبية؟ ما هي الإيجابيات لو تعلمنا كيفية التقليل من هذا المستوى؟ إن عملية التوجيه الشخصي هي إحدى أسرع الحلول للتغلب على مثل هذه الإشكاليات متى ما كنا واعين و راغبين في التغير للأفضل في حياتنا و الأمر ينطبق على جميع المستويات.

المستوى الثاني:

المستوى 2 يطغى عليه كذلك ردة الفعل السلبية و لكن بشكل أقل مقارنة بالمستوى الأول ،  عندما نكون في هذا المستوى فإننا نرغب بالتحدي و الصراع و ننظر لكل شيء على إنه أسود أو أبيض ، صحيح أو خطأ ، جيد أو سيئ، و كذلك نحلل الأشياء كفوز أو خسارة وغالبًا ما نشعر  بالغضب  و الاستياء أو وجود الحق إلى جانبنا نحن فقط و كذلك نحس بالإحباط أو أي عاطفة أخرى مرتبطة بالرغبة في الحصول على نزاع، عندما نتعرض لأي موقف في هذا المستوى فإننا نسعى للسيطرة و الإستحواذ على الوضع  لضمان “الفوز” لنا فقط.

و إذا لم تسر الأمور كما هو مخطط لها فإننا نميل إلى لوم الآخرين بسبب الغضب والإحباط الذي نشعر به ، قد يكون من الصعب علينا ترك الأمور و نسيانها و المضي قدما في حياتنا، كذلك قد تكون هناك بعض عدم الثقة أو الحاجة للقتال من أجل إظهار أنفسنا كناجحين.

الإيجابيات: قد نتمكن في هذا المستوى من إنجاز الكثير و هذا هو السبب في أن الناس في كثير من الأحيان يعتقدون بأنهم يعملون بشكل جيد تحت الضغط، وعلى الرغم من أنه يمكننا تحقيق الكثير من خلال هذا المستوى و لكن التكلفة تكون عالية على المستوى الطويل و نصاب بالإنهاك و عدم الراحة أو حتى الرفض من المجتمع و أقرب الناس لنا كمثال.

السلبيات: بما أننا نقوم بإشعال روح الحماس لدينا قسريا من خلال الضغط على أنفسنا فإن النتائج في هذا المستوى ليست مستدامة و يمكن أن تضعف و تقل في نهاية المطاف و تنخفض مستويات الرضا و كذلك الإنتاجية ، إن استخدام القوة والخوف والترهيب والإكراه كإستراتيجيات على المدى القصير لها عواقب و تأثيرات سلبية طويلة المدى و ما بعض الأمراض إلا نتيجة لذلك الضغط النفسي.

المستوى الثالث:

هذا المستوى مثير للاهتمام لأنه خليط من ردات الفعل السلبية  الهادمة و كذلك الإيجابية البناءة ، لكن بهذا المستوى تبرز ردات الفعل البناءة و المثمرة بشكل أكبر مقارنة مع الهادمة و هي تعتبر مرحلة البداية للدخول إلى المستويات حيث تبرز مهارات الإنجاز و النشاط و الرضا عن الحياة ، غالب تركيزنا في هذا المستوى هو الفوز و تحقيق النتائج المرجوة ، لذلك عندما يحدث شيء يُنظر إليه على أنه سلبي أو مرهق فإننا في هذا المستوى نستطيع التخلص من هذه السلبية و نضع كل تركيزنا على النتيجة التي نسعى خلفها، في هذا المستوى نتحمل مسؤولية حياتنا و تصرفاتنا من خلال الأفكار و المشاعر و لاحقا الأفعال، في كثير من الأحيان يمكننا تحفيز و تشجيع أنفسنا و الآخرين للتعامل مع التوتر أو الإستياء و حتى خيبات الأمل و بقية الأعباء الأخرى  من خلال عدة تصرفات مثل الغفران و المسامحة و حتى التنازل عن بعض الأمور من أجل جذب مزيد من التعاون و الإنتاجية من قبل الجميع.

نميل في هذه المرحلة إلى محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية في أي موقف و التركيز على الفوائد، في حالة وجود شيء من السلبية فإننا نحاول التقليل من تأثيرها الهدام من خلال تغيير قناعاتنا و نظرتنا للأمور حتى نستمر في التقدم بإتجاه أهدافنا.

الإيجابيات: نكون قادرين على تجاوز أي حكم أو نظرة سلبية و يمكننا التركيز على القيام بحركة إيجابية نحو الهدف المطلوب و النتيجة التي نبحث عنها.

السلبيات: نظرًا لأن هذا المستوى يسمح لنا بتجاوز الأمور السلبية على المدى القصير و خلال الوقت الحالي فإننا في المقابل لا نعالج ردة الفعل الحقيقية التي نرغب بها و التي غالبا ما تكون من المستوى 1 أو المستوى 2! و التي لا شعوريا نقوم بتخبئتها تحت السطح حتى نمضي قدما ، و كنتيجة لذلك يمكن أن نتقبل و نضغط على أن أنفسنا للوصول إلى مرحلة “حصل خير” أو مثلا “عادي و تصير هالأمور” لأي موقف و ذلك من أجل السعي وراء إيجاد حلول للمضي قدما فالحياة ،للأسف قد تمر القضايا الأساسية دون معالجة و تتراكم مما يؤدي إلى إنفجار في لحظة ما.

و لكي نفهم المقال بشكل أكبر فسوف نذكر مثالا ثم نقوم بتحليله من خلال المستويات المذكورة حتى نفهم ردة كل فعل و النتائج المترتبة عليه.

المثال: رجل أعمال أو مدير و مالك شركة تأثرت أحوال الشركة المالية كثيرا بسبب الوضع الحالي لإنتشار فيروس كورونا و لا يوجد لديه السيولة المالية للإلتزام بالمستحقات المطلوبة.

المستوىالأفكارالمشاعرالأفعالالنتائج
الأولبالتأكيد سأخسر ولا يمكنني فعل شيء، لا يوجد لدي أي خيار، كنت أعلم أني سأفشلالخوف، الشك في قدراته، الإحساس بالخجل من نظرة الآخرين، القلق من المستقبل، الحزن و الأسىلا يتخذ قرارات بالسرعة الكافية، ينظر للأمور بشخصية و يلوم نفسه، يركز على المشاكل فقط، يتجنب المواجهة مع الآخرين، تقل إنتاجيته و يكون منزعجا بشكل مستمر.يلعب دور الضحية و المظلوم في كل شيء، يصبح غير مبالي و كسول و لا يرغب في عمل أي شيء.
الثانيأهم شيء ما أخسر و ما مهم أي شيء آخر، أكره هذا الوضع و أعرف ما سيحدث لاحقا من أوضاع سيئةيدخل في خلاف مع الموظفين و العملاء و الشركاء و حتى الحكومة، يحس بالبغض و الإستياء و حتى الغيض أحيانا.يلوم الآخرين و يضغط على الجميع من أجل مصلحته فقط، تراه مضغوط نفسيا و يرى الأحقية عنده دائمايختلف و يتنازع مع الجميع، يغضب بسرعة و يحاول تحدي الجميع.
الثالثيتحمل مسؤولية الوضع و يحاول تقليل الخسائر،يركز على الأمور اللإيجابية و يحاول الموازنة حتى يخرج الجميع رابحا.إحساس براحة البال و التخلص من ضغوطات الحياة.يركز على رفع حالته النفسية و تراه صبورا و منطقي و لديه طريقة لتحمل الضغوطات و يجد مبررات لأغلب الأموريتحمل مسؤولية الوضع و يتعاون مع الجميع حتى يصلوا لبر الأمان، سمح في تعاملاته.
مثال عملي(1)

سأكتفي بذكر المستويات الثلاثة الأولى في هذا المقال و ذلك لكثرة المعلومات و تداخلها، فهم الذات هو من أصعب الأمور و اهمها من أجل عيش الحياة التي نرغب بهاو لذلك يجب أن نستثمر مزيدا من الوقت لتحليل تصرفاتنا و ردات فعلنا حتى نتمكن من تقليل ردات الفعل السلبية و المضي قدما في عملية التطور و النمو المستمر.

_____________________________________________________________________________

المراجع:

  • iPEC Coaching

ملاحظة: سأكون ممتنا لكم إن تم ضغط زر الإعجاب أو أضفتم تعليقا أو ملاحظة من أجل أن أستمر في الكتابة و تقديم محتوى يليق بكم، لكم جزيل الشكر

مهارة التخطيط الشخصي(الجزء الثاني): تطبيق عملي مع مثال

وضع الخطة السنوية – مثال عملي:

مرحبا بكم مجددا، و بعد قراءة المقالة السابقة للتخطيط الشخصي و معرفة حقائق و فوائد التخطيط و لماذا إذا لا نخطط؟ و كذلك معرفة مجالات الحياة  وما هي الأولويات و كذلك  السمات الضرورية فالأهداف، إذا حان الوقت للتطبيق.

لقد حان الوقت لوضع خطة سنوية بناءا على مجالات الحياة و كذلك الأولويات و ربطها بأهداف قابلة للقياس حسب أداة SMART ، لقد قمت بوضع أمثلة مشابهة لما أخطط له في حياتي الشخصية و لكن قمت بموازنة هذه الأهداف حتى تكون في متناول الغالبية العظمى و كذلك تكون سهلة للفهم و التطبيق، الصورة أدناه تلخص كل جوانب الحياة مع أمثلة للأهداف متناسبة مع أداة القياس:

كيفية التخطيط و متابعة التنفيذ و التقييم:

إن أحد أهم الأدوات التي قمت بتعلمها خلال السنوات الماضية هي “دفتر الإنجاز” ، و أخص بالشكر هنا قناة “علي و كتاب” في اليوتيوب و أنصح الجميع بمتابعتها و كذلك أخذ دورة الإنجاز الشخصي حيث أن ما سأذكره هو جزء من تلك الدورة و تطبيق لحياتنا الواقعية التي أرى أن بإمكان أي شخص أن يقوم بهذه العملية.

  • دفتر الإنجاز:
    • دفتر عادي بأي قياس تفضله و تراه مناسبا، إختر أي ورقة كبداية.
    • قم بتقسيمها لنصفين ثم قم بكتابة الأهداف في النصف الأول (10 أهداف كحد أقصى).
    • ثم قم بسؤال نفسك : ما هي أهم 3 أهداف أسعى لتحقيقها في هذه السنة؟ في حال بالإمكان تحقيق أي من هذه الأهداف في فترة شهر أو عدة شهور فإمكانك إضافة أهداف أخرى، قم بكتابة هذه الأهداف في النصف الثاني من الورقة (الصورة أدناه)

ربط الأهداف السنوية بالأهداف الشهرية (مثال):

و الآن سوف نقوم بربط الأهداف السنوية في المثال السابق بالأهداف الشهرية و ذلك بغرض تجزئتها و سهولة تنفيذها و كذلك متابعتها و تقييمها من شهر لآخر، سوف نقوم بإستخدام نفس المثال السابق و إختيار هدف في كل جانب من جوانب الحياة حسب الصورة أدناه:

الصورة أدناه هي ربط ما بين الهدف السنوي و الهدف الشهري:

  • ثم نقوم بتخصيص صفحة أو أكثر للأهداف الشهرية،  و هذه ملاحظات قد تكون مفيدة لصياغة الأهداف:
    • إستخدام الملصقات للأهداف بدلا من إلغاء القديمة، حيث بالإمكان إزالتها و إستبدالها.
      • إعمل على أهدافك بالتوالي و ليس بالتوازي.
      • الصورة أدناه كمثال:

ربط الأهداف الشهرية بالخطة الأسبوعية:

إن أمكانية تجزئة الأهداف و تحويلها إلى أنشطة و فعاليات يومية هي من أهم المراحل التي تسهل عملية التنفيذ، و سوف نقوم بتوزيع هذه الأهداف بشكل أسبوعي، و من خلال خبرتي العملية فإنني أنصح بإتباع إستراتيجية دفتر الإنجاز و ذلك بتقسيم الأسبوع على صفحتين في الدفتر ، الصورة التالية توضح الطريقة:

و هذه بعض الملاحظات المفيدة للتخطيط الأسبوعي:

  • في حال وجدت أيام إضافية من الشهر عن التقسيم الأسبوعي أعلاه فيجب إضافة هذه الأيام كجزأ من الشهر الحالي لو مثلا كان عدد الأيام أقل أو نبدأ الشهر الذي يليه مبكرا لو مثلا عدد الأيام أكثر.
  • الأسبوع يمثل دورة كاملة من العمل و الراحة و بالتالي يعطينا الفرصة لتقييم العمل السابق و التخطيط لما بعده.
  • بعد كتابة المهام اليومية أترك فراغا بسيطا في كل يوم و ذلك من أجل كتابة أي شيء إيجابي، مثلا شيء جديد تعلمته اليوم
  • يوم الإجازة: مراجعة و تقييم للأسبوع المنصرم، ثانيا تخطيط للأسبوع القادم

مثال للخطة الأسبوعية:

و الآن بإمكاننا ربط هذه الأهداف الشهرية بخطة عمل أسبوعية بناءا على المثال الذي قمنا بإتباعه سابقا، الصورة أدناه توضح ذلك:

فقط للتلخيص سأذكر الخطوات بالتوالي حتى تكون واضحة:

  • الصفحات الأولى في دفتر الإنجاز هي للأهداف السنوية.
  • بعد تحديد الأهداف السنوية نقوم بتحديد الأهداف الشهرية و نبدأ مثلا بشهر يناير.
  • بعد خطة كل شهر نقوم بربط الأهداف الشهرية بخطة أسبوعية لمدة 4 أو 5 أسابيع حسب ما تراه مناسبا.
  • عند إنتهاء كل شهر نبدأ بالشهر الذي يليه و نقوم بوضع الأهداف الشهرية و الخطة الأسبوعية ، و نستمر هكذا حتى نهاية السنة.

أرجو أن يكون المثال واضحا و مفيدا و سهلا للتطبيق ،من المهم أن  نتذكر أيضاً:

  • إن الإجابة على الأسئلة يحتاج إلى وقت طويل و تأمل و تركيز و صدق مع النفس في أوقات صفاء ذهني ورغبة في تشخيص النفس و التهديف للمستقبل.
  • أن تخصص وقتاً لهذا الغرض وبحد أدنى ثلاث ساعات في أقرب وقت للقيام بعملية التخطيط.
  • إذا خططت فابدأ بالتنفيذ و استمر في التقييم.
  • بإمكانك تعديل الأهداف السنوية من فترة لأخرى حيث أن  الحياة في تغير و تطور مستمر، ما تراه اليوم هدفا ضرويا قد يكون ثانويا بعد 6 أشهر مثلا، قد تكون بعض الأهداف سهل إنجازها في فصل معين بالسنة و بالتالي تخطيط كل شهر سيختلف بناءا على ما تراه مناسبا لك.

و هذه بعض الكتب التي أنصح بها و تصب في نفس المجال:

  • كتاب “كيف تنجز جميع المهام” للكاتب ديفيد آلان – مكتبة جرير  Getting Things Done – David Allen
  • كتاب “قوة العادات” للكاتب تشالز دويج – مكتبة جرير The power of HABIT – Charles Duhigg

و هذه بعض البرامج للتخطيط و متابعة التنفيذ لمحبي التقنية:

  • TRELLO APP
  • ASANA APP

أسأل الله لنا جميعا التوفيق و النجاح فالدارين و لنبدأ معا في التحكم بأشرعتنا بدلا من إلقاء اللوم على رياح الحياة.

ملاحظة: سأكون ممتنا لكم إن تم ضغط زر الإعجاب أو أضفتم تعليقا أو ملاحظة من أجل أن أستمر في الكتابة و تقديم محتوى يليق بكم، لكم جزيل الشكر

_____________________________________________________________________________

المراجع:

  • قنوات اليوتيوب:
    • علي و كتاب (ALI MUHAMMAD ALI)
  • محاضرات اليوتيوب:
    • التخطيط الشخصي للحياة (الملتقى الدولي للتفكير )
  • مدرسة iPEC coaching

مهارة التخطيط الشخصي(الجزء الأول): الحقائق ، الفوائد ، لماذا لا نخطط؟، معرفة مجالات الحياة ،الأولويات، السمات الضرورية فالأهداف.

إن التخطيط الشخصي أصبح أحد أهم المهارات التي يجب علينا جميعا إتقانها و لعل التجربة التالية و نتائجها تبين أهمية هذه المهارة و كيف لها أن تصنع الفارق على المدى الطويل:

في 1979 أجريت الدراسة على عينة من 100 طالب ما جستير بجامعة هارفارد، تم سؤالهم عما إذا كان لديهم أهداف يودون تحقيقها و هل قاموا بوضع خطة مفصلة من أجل تحقيق هذه الأهداف؟ النتائج كانت كالتالي:

  •      84٪ من الفصل بأكمله لم يضعوا أي أهداف على الإطلاق.
  •      13٪ من الفصل حددوا أهدافًا مكتوبة ولكن لم تكن لديهم خطط محددة.
  •     3٪ من الفصل لديهم أهداف مكتوبة وخطط مفصلة

بعد 10 سنوات كان 13٪ من الفصل الذي حدد أهدافًا مكتوبة ولكن لم يضع خططًا  كانوا يكسبون ضعف ما يعادل 84٪ من الفصل الذي لم يضع أي أهداف على الإطلاق.

المذهل هو أن 3 ٪ من الفصل الذي كان له أهداف مكتوبة وخطة ملموسة كانوا يكسبون عشرة أضعاف ما تبقى من 97 ٪ من الفصل.

على الرغم من أن التجربة ركزت على جانب واحد من جوانب الحياة و هو المال و لكن النتيجة تؤكد بأن النتائج تكون مضاعفة و بشكل كبير لو تم التخطيط و التنفيذ بشكل سليم.

هنالك مقولات جميلة تبين مدى أهمية التخطيط و منها:

  • الفشل في التخطيط هو بمثابة تخطيط للفشل: ما هي خططك المستقبلية لوضعك المالي؟ ما هي خططك لحياتك العائلية و الأسرية و أبنائك؟ متى آخر مرة قمت بالتخطيط لشيء و أنجزته؟
  • ليس المهم معرفة ما تريد ولكن معرفة كيف تصل إليه: ماذا تحتاج للوصول لذلك المدخول المالي الشهري؟ كيف ستصل للحالة الصحية التي ترغب بها؟
  • إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب: هل هنالك أشخاص بإمكانك تطبيق هذه المقولة عليهم؟ و لماذا؟
  • العوائق تبدو دائماً أسوأ إذا لم تواجه: هل تجاهلت أمرا و لم تخطط له و أصبحت عواقبه أسوأ بسبب التأجيل؟
  • ساعة تخطيط توفر 4 ساعات تنفيذ: كم من الوقت تستغرقه في التفكير و التخطيط لشيء أو مهمة؟
  • الخطة المكتوبة ترفع الإنجاز بنسبة 30%: هل تقوم بكتابة هذه الخطط و الخطوات؟
  • إن لم تخطط فحتما ستكون ضمن خطط الآخرين: هل إصطحبك أحد أصدقائك لتنفيذ مخططاته من شراء سيارة مثلا أو تصليحها؟ أو حتى مشاركته التمارين الرياضية من أجل وصوله للوزن المثالي حسب خطته؟ أو أخذك مشوار بعيد لحضور مناسبة أو إجتماع من أجل تحقيق أهدافه و خططه المستقبلية؟

فوائد التخطيط الشخصي:

إن فوائد التخطيط عديدة و متنوعة بعضها مباشر و الآخر غير مباشر، و ديننا الإسلامي الحنيف به العديد من القصص التي تؤكد ذلك من خلال التخطيط الإستراتيجي و ما هجرة المسلمين إلى الحبشة إلا دليل على ذلك لما لها من بعد إستراتيجي ، و قرآننا الحنيف به من الآيات ما يصب في نفس الموضوع:

قال تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ)

و يقول الله تعالى: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبَاً فَمَا حَصَدْتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)

و هذه بعض من الفوائد المتعددة:

  •    ستصبح أهدافك النهائية واضحة لك: مع مرور الوقت و التخطيط الهادف و التفكير العميق ستدرك معنى الحياة بالنسبة لك و بالتالي ستركز على ما يجعلك سعيدا.
  •      ستصبح لديك ثقة بأن عملك اليومي هادف: تخيل بأن لديك قائمة بالمهام التي ترغب بإنجازها و تلك المهام تقربك خطوة فخطوة من هدفك الأساسي، من المؤكد أن هذا اليوم سيكون أحد أجمل أيامك.
  •         ستصبح قادرا على التحليل بموضوعية و منهجيا في تفكيرك: ستقوم بسؤال نفسك بعض الأسئلة مثل “هل هذا بالفعل ما أريده؟” ، “هل هذا الهدف هو ما سيمنحني الرضى الذي أسعى إليه؟”.
  •         ستصبح قادرا على الاستفادة من نقاط القوة لديك: كيف بإمكاني مثلا إستغلال معارفي الشخصية و علاقاتي لتحقيق أهدافي؟ كيف بإمكاني إستغلال معرفتي باللغة الإنجليزية للدراسة؟
  •         ستقلل من نقاط الضعف: هل من الممكن تقليل إدماني على الهاتف مثلا؟ أوتجنب مصاحبة المحبطون من زملائي؟
  •         ستنجز الأمور: و هذا من أهم الفوائد حيث أن الإنجاز له علاقة طردية مع الثقة بالنفس، فكلما أنجزنا كلما إزدادت ثقتنا بأنفسنا و قام من حولنا بتعزيز ذلك من خلال تأكيد إنجازاتنا و عزمنا.

إذا يبقى السؤال المحير: لماذا لا يخطط الناس؟

  • انطباعات ومواقف سلبية وخاطئة عن التخطيط: لربما قمنا بالتخطيط مسبقا و لم نحصل على النتائج المرغوبة، أو مررنا بتجربة من خلال العمل أو صديق حيث لم ينجح التخطيط.
  • التفاؤل المفرط عن الوضع الحالي: أحيانا الإيجابية المفرطة تعتبر سلبية و يتضح ذلك عندما نواجه مصاعب حقيقية فالحياة و يتحول التفاؤل المفرط إلى يأس! لماذا لا أكون متفائلا و كذلك ممسك بزمام أمور حياتي المالية و المهنية مثلا.
  • عدم القدرة على رسم خطة: و هذا ما سوف نقوم بالتطرق إليه فالجزء الثاني من المقالة وتقليص هذه الفجوة.
  • عدم معرفة الأولويات وترتيبها حسب الأهمية: ما هو المهم و ما هو الأهم بالنسبة لي في حياتي؟ ما الذي أعتبره أولوية؟ قد يكون المال أولوية للعديد من البشر و قد تكون أولويتك العلاقات الإجتماعية مع أقرب الناس لك و مجتمعك؟ أو قد تكون أولويتك هي العلاقة مع الله سبحانه و تعالى و دينك؟
  • العوائق الاجتماعية والبيئية: هل الأهل و الأصدقاء محفزون أم مستهزؤون لو علموا بتخطيطك للمستقبل؟
  • الخوف من المجهول: غالبية البشر لا يرغبوا فالتفكير فالمستقبل بسبب الخوف من المجهول و غالبا لديهم عبر و مواعظ و قصص تدعم ذلك، منها “إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”.
  • عدم الثبات و قلة الصبر: و هي من أهم و أصعب متطلبات التخطيط و قليل من لديه العزم و الإلتزام حيث أن نتائج عمليات التخطيط الشخصي غالبا ما تكون بعيدة المدى من أشهر و سنوات و لذلك هنالك تلك القلة القليلة التي تستطيع الإستمرار و الصمود و بإذن الله سنكون من ضمنهم.

مجالات الحياة:

هنالك عدة مجالات يستطيع الفرد أن يركز عليها الإنسان في حياته من أجل خلق التوازن المطلوب، و هذه المجالات تختلف من طرف إلى آخرو من بيئة إلى أخرى و كذلك من مجتمع إلى آخر، سوف أقوم هنا بذكر مثالين لمجالات الحياة علما بأني أستخدم ما أراه سهلا و مناسبا بالنسبة لي، كل إنسان لديه الحرية في إختيار المجالات التي يرغب بالتركيز عليها حيث أننا جميعا مختلفون و كل واحد منا لديه من القدرات و الرغبات ما يختلف عن أي شخص آخر و لو نسبيا، و هذا مثال لمجالات متعدد فالحياة حيثت توضع أهداف لكل مجال من أجل عيش حياة الرضى التي نسعى إليها:

  • الروحي  
  • الصحي
  • المالي
  • الإجتماعي
  • المهني
  • الأسري
  • الثقافي
  • الذاتي

أما المجالات التي أقوم شخصيا بالتخطيط لحياتي من خلالها فهي كالتالي:

  • الروحي: كمثال الأهداف الدينية و الروحانية من تأمل و تفكر و خلافه.
  • المالي: كمثال الدخل الشهري و التوفير و الإستثمار.
  • العقلي : كمثال الدراسة و المعرفة من خلال القراءة و تعلم المهارات.
  • الجسدي: الجانب الصحي و البدني كمثال الوزن و ممارسة التمارين الرياضية.
  • العلاقات: العلاقة مع العائلة و الأقارب و الزملاء و الأصدقاء و المجتمع.

أهمية معرفة الأولويات:

قبل التطرق و التوسع في موضوع الأهداف و كيفية صياغتها من المهم معرفة ما هي أولوياتنا فالحياة، القصة التالية قد توضح أهمية الأولويات.

وضع الأستاذ دلواً على طاولة ثم أحضر عدداً من الصخور الكبيرة وقام بوضعها في الدلو بعناية، واحدةً تلو الأخرى، وعندما امتلأ الدلو سأل الطلاب: هل هذا الدلو ممتلئ ؟ قال بعض الطلاب: نعم. 
فقال لهم: أنتم متأكدون ؟ 
ثم سحب كيساً مليئاً بالحصيات الصغيرة من تحت الطاولة وقام بوضع هذه الحصيات في الدلو حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة…. ثم سأل مرة أخرى: هل هذا الدلو ممتلئ ؟ 
فأجاب أحدهم: ربما لا.. 
استحسن الأستاذ إجابة الطالب وقام بإخراج كيس من الرمل ثم سكبه في الدلو حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور.. وسأل مرة أخرى: هل امتلأ الدلو الآن ؟ 
فكانت إجابة جميع الطلاب بالنفي. 
بعد ذلك أحضر الأستاذ إناءً مليئاً بالماء وسكبه في الدلو حتى امتلأ. وسألهم: ما هي الفكرة من هذه التجربة في اعتقادكم ؟ 
أجاب أحد الطلبة بحماس: 
أنه مهما كان جدول المرء مليئاً بالأعمال، فإنه يستطيع عمل المزيد والمزيد بالجد والاجتهاد. 
أجابه الأستاذ: صدقت.. ولكن ليس ذلك هو السبب الرئيسي.. فهذا المثال يعلمنا أنه لو لم نضع الصخور الكبيرة أولاً، ما كان بإمكاننا وضعها أبداً. 
ثم قال: قد يتساءل البعض وما هي الصخور الكبيرة ؟ 
إنها هدفك في هذه الحياة أو مشروع تريد تحقيقه كتعليمك وطموحك وإسعاد من تحب أو أي شيء يمثل أهمية في حياتك. 
تذكروا دائماً أن تضعوا الصخور الكبيرة أولاً.. وإلا فلن يمكنكم وضعها أبداً.. 
فاسأل  نفسك الليلة أو في الصباح الباكر.. ما هي الصخور الكبيرة في حياتنا ؟ وقم بوضعها من الآن.

إن معرفة و فهم شخصياتنا سيحدد ما هي أولوياتنا فالحياة، العديد منا يستهلك وقتا و جهدا كبيرا في تحقيق أهداف لا تجلب له السعادة و لكن غالبا ما يكون ذلك بسبب الضغط المجتمعي و رغبة فالحصول على القبول و التقدير من المجتمع، مثال على ذلك المنازل الضخمة و السيارات الفارهة و غيرها من الكماليات التي بإمكانها جلب الراحة فقط و أحيانا لفترات محدودة أيضا.

السمات الضرورية في الأهداف:

يجب علينا أن نفرق ما بين الأهداف و الأحلام، فلا ضير أن يكون لدى الإنسان أحلام يسعى لتحقيقها من خلال أهداف قابلة للتحقيق و لكن لا يجب أن نترك العمل و الإلتزام و نعيش في حلم بعيد عن الواقع و من المستحيل تحقيقه، كل منا يعلم ما هي قدراته و إمكانياته و كيف بإمكانه الصعود بها عاليا و لن يتم ذلك إلا بالتخطيط و بذل الجهد المطلوب، و لذلك توجد هنالك أدوات تساعدنا على وضع أهداف قابلة للتحقيق و هنالك سمات معينة يجب أن تتوافر بهذه الأهداف حتى نستطيع قياسها و إنجازها، أحدى أشهر و أسهل الأدوات هي SMART ، و كل حرف من هذه الأحرف يدل على سمة معينة:

  • محدد (Specific): يجب أن تكون الأهداف واضحة و دقيقة و غير غامضة، على سبيل المثال بدلا من قول “أريد جسما صحيا” يمكنك القول “سأخسر 10 كيوجرامات من وزني الحالي”
  • قابل للقياس (Measurable): يجب أن تكون لديك المقدرة على قياسه و متابعة تقدمك و تعديله متى ما أردت.
  • قابل للتحقيق (Achievable): بإمكانك وضع أهدافا صعبة و لكن قابلة للإنجاز كذلك، لا تقع في فخ الأهداف المستحيلة و يجب أن تكون لديك المقدرة على تخيل أنك حققت ذلك الهدف.
  • منطقي (Realistic): يجب أن تكون أهدافك منطقية و مرتبطة بحياتك العامة و مفيدة لك حتى تستطيع بذل الجهد لتحقيقها.
  • محدد المدة (Timed): يجب أن يرتبط الهدف بتوقيت نهائي مثلا 6 أشهر أو سنة.

فالمقال التالي سوف ننتقل من الشرح النظري لأهمية التخطيط إلى وضع خطة عملية نستطيع من خلالها ترجمة كل ما قرأناه و تطبيقه على أرض الواقع و ذلك من أجل تحقيق أهدافنا و المضي قدما بتحقيق أحلامنا و مزيد من النمو على جميع الأصعدة الشحصية.

ملاحظة: سأكون ممتنا لكم إن تم ضغط زر الإعجاب أو أضفتم تعليقا أو ملاحظة من أجل أن أستمر في الكتابة و تقديم محتوى يليق بكم، لكم جزيل الشكر

مهارة الإنجاز: هل ترغب في حلول عملية من أجل رفع طاقتك الإنتاجية؟ هل تستمر الأمور و الأعمال اليومية بالتراكم؟

هل ترغب في حلول عملية من أجل رفع طاقتك الإنتاجية؟  هل تستمر الأمور و الأعمال اليومية بالتراكم؟

أنت لست وحيدا فالجميع يعاني من هذه الإشكالات و هي ليست بالسهلة خصوصا عندما يرتبط مستقبلك و مستقبل عائلتك بمدى نجاحك على المستوى العملي سواءا كنت رائد أعمال أو موظف أو حتى على المستوى الشخصي، هذه محاولتي الأولى على المستوى الشخصي للتدوين و ذلك من أجل مشاركة ما قمت بقرائته و الإستماع إليه باللغة  الإنجليزية و كذلك ما قمت بتطبيقه عمليا و أثبت نجاحه، سوف أحاول أن أترك التنظير و أذهب للخطوات العملية و ذلك لتعظيم الفائدة، من المهم أن نتذكر بأن كل فرد منا لديه قدرات و مواهب مختلفة و بالتالي ما يناسبك قد لا يناسب غيرك، قم بتطبيق ما يتناسب مع عاداتك و طريقة تفكيرك، و كذلك من المهم تجربة كل هذه الخطوات لتعظيم الإستفادة و تقييم هذه الأدوات العملية.

تذكر بأنه من الضروري أن تعمل و لديك بعد نظر و بصيرة لما ترغب أن تؤول إليه في المستقبل سواءا على مستوى النجاحات الشخصية أو المهنية، أنا هنا أفترض بأن من يقرأ هذا المقال لديه أهداف واضحة على المستوى الشخصي و المهني، لربما أقوم لاحقا بكتابة مقال لو كان هنالك رغبة من القراء.

مهارة الكتابة و التدوين مهمة جدا من أجل رفع مستوى الوعي و الإدراك الداخلي و سوف تتفاجأ بمدى مستوى التركيز و التحسن الذي سيطرأ على أهدافك و تحقيقها بشكل عام، لذلك أنا أنصح الجميع بالبدأ بكتابة يومياتهم و الإحتفاظ بها حتى لو لم تكن يومية.

عملية التخيل سوف تساعدك على إمضاء وقتك اليومي بشكل يتناسب مع عملية التخطيط التي من المفترض أن تقوم بها يوميا و أسبوعيا و شهريا، خصص وقتا في بداية كل يوم و تخيل كيف ستقوم بإمضائه و ما هي المهام التي ستقوم بإنجازها و كيف ستشعر في نهاية هذا اليوم، هذه العملية سوف ترفع من مستوى التحفيز الداخلي لديك.

قم بمتابعة كمية الوقت التي تمضيها في أعمال ذات علاقة بأهدافك(بالإمكان إستخدام تطبيق أو برنامج ميكروسوفت إكسل كمثال)

مثال للمهام الأساسية التي ينبغي على المدراء أو أصحاب الأعمال التركيز عليها :

  • المسؤوليات الرئيسية
  • التطور الشخصي
  • إدارة الأفراد
  • المشاكل و الصعوبات
  • الوقت والفراغ
  • المهام الإدارية

قم بتحديد مواعيدك و وقتك:

  • قم بوضع أهم المهام في بداية اليوم
  • قم بوضع الأهداف السهلة ما بين الأهداف الصعبة لتكافيء نفسك و ذلك حتى تستمر الطاقة الإيجابية للإنجاز
  • تجميع المهام المتشابهة و إنهائها في أسبوع

الأعمال اليومية الروتينية – قم بتجميع هذه الأعمال و قرر:

  • قم بإنهائها الآن
  • حدد موعد لاحق لإنهائها في جدول الأسبوع
  • ألغي المهمة.

قم بعمل قائمة يومية:

  • أكتب كل المهام بالتفصيل
  • كن محددا و دقيقا
  • إجمع كل المهام الذكورة فالبريد و دفتر الملاحظات و التقويم و رتبها حسب:
    • مهم و عاجل
    • مهم و ليس عاجل
    • عاجل لكن ليس مهم
    • ليس عاجل و أهمية أقل
  • إستخدم المهلة النهائية لمصلحتك:
    • حدد وقت نهائي لكل مهمة
    • قسم المشاريع لمهام صغيرة
    • القيام بتأخير المهلة النهائية يؤدي إلى إضعاف المعنويات و التسويف
    • قم بإضافة التاريخ إلى التقويم
    • ضع يوما نهائيا للإنجاز
  • لوضع قائمة مهام عملية قم بالتالي:
    • قم بكتابة المهام على بطاقة و أو ورقة مستطيلة.
    • قم بوضع التاريخ قرب كل مهمة.
    • حدد الأهداف بناءا على الألوان و حسب الأهمية

إبحث عن دائرة تركيزك – كيف تقوم بخلق بيئة عمل مريحة و منتجة و سهلة؟

  • قم بالتخلص من الفوضى و الضوضاء
  • ضع كل ما تحتاجه بالقرب منك.
  • أطلب كل ما تحتاجه من أدوات مسبقا.
  • ضع درجا خاصا للوارد.
  • تأكد من أريحية المكان الذي تعمل به

إدارة و تنظيم البريد الإلكتروني:

  • نظف بريدك بإستمرار
  • قم بتخصيص المجلدات التالية:
    • مجلد الإنتاجية: بريد ترغب فالرد عليه
    • مجلد المتابعة: إيميلات للمستقبل و المتابعة
    • مجلد للأرشيف: إيميلات تود الإحتفاظ بها و الباقي قم بحذفه

قم بتطوير برنامج روتيني ذكي و يومي تستطيع من خلاله تطوير عادات إيجابية.

تذكر:

  1. إبدأ يومك باكرا.
  2. إبدأ بمصالحك الشخصية أولا.
  3. إعمل لفترة 90 دقيقة لكل فترة عمل.
  4. قم بمراجعة أدائك و إنتاجيتك عند نهاية كل يوم
  5. نم جيدا
  6. قم بالتخطيط لطعامك و وجباتك و قم بتنظيم دولابك.

إحتفظ بالعادات الجيدة:

  • توقف عن التسويف
  • نصائح لرفع مستوى التركيز لديك:
    • قم بوضع منبهات و مواعيد نهائية لأي عمل
    • قم بمكافئة نفسك
    • قم بالحصول على مساعدة
    • تجنب المشتتات
    • لا تدع البريد الإلكتروني يسرق منك الوقت.

نصائح للتخلص من إدمان متابعة البريد الوارد:

  • قم بإغلاقه لمدة 2 إلى 3 ساعات
  • قم بالرد على الرسائل التي لن تستغرق أكثر من 2 دقيقة للرد عليها أو ضعها في قائمة المهام المجدولة.
  • قم بالتفكير جيدا قبل الرد على الجميع.
  • تجنب الردود التي ليس لها فائدة تذكر
  • قم بترتيب الإيميلات حسب المرسل أو الموضوع أو ….
  • توقف عن عادة العمل على عدة مهام في نفس الوقت.
  • قلل من ساعات عملك المستمرة و إذهب للغداء و خذ وقتا للتفكير الإبداعي.

كيف تعمل بفعالية مع الآخرين:

  1. تعلم قول “لا”
    1. ما مدى قيمة هذا العمل لمؤسستي؟
    2. ما مدى أهمية هذا العمل لإنتاجيتي و حياتي المهنية؟
    3. هل هنالك فائدة شخصية من هذا العمل؟
    4. هل لديك الوقت الكافي للقيام بهذا العمل؟
    5. هل أنت الوحيد القادر على هذا العمل لأنك تملك مهارة لا يملكها أحد تعرفه؟
  1. قم بالتفويض:
    1. قم بتحديد الأعمال ذات القيمة المتدنية.
    2. إختر الشخص المناسب لتنفيذها.
    3. إتركه يعمل لوحده ليتعلم.
  1. كيف تجعل الإجتماعات ذات جدوى و إنتاجية عالية؟
    1. قم بتجميع الفريق المناسب للعمل معا
    2. قم بعمل أجندة للإجتماع
    3. قم بتحديد وقت لكل بند في الإجتماع
    4. المحافظة على معدل 90 دقيقة كحد أقصى للإجتماع
  1. قم بتقييم مستواك و تطورك:
    1. تعلم و تطور و عدل من خطط لما تراه مناسبا لنموك.

من المهم القيام بقياس مدى نجاجك و تطورك تجاه أهدافك؟ من الأفضل وضع مقياس للمتابعة و هذه بعض الآليات التي قد تساعد:

  • قم بمتابعة كيف تقضي وقتك يوميا؟
  • هل تقوم بأعمال ليس لها علاقة بأهدافك؟
  • قم بمتابعة كيف تقضي وقتك لمدة أسبوعين.
  • قم بتحليل العوائق و كيفية التغلب عليها؟
  • قم بكتابة كل أنشطتك و إجتماعاتك.

هنالك مهارات أخرى سوف تساعدك على إتباع هذه الخطوات العملية و جعلها أكثر سهولة، جميعنا يعلم أن تطبيق هذه القواعد ليس بالسهل و يحتاج منا إلى الصبر و تحمل الملل، سأحاول من فترة إلى أخرى بالكتابة عن المهارات و كيفية تطويرها، أرجو أن يكون المقال مفيدا و عمليا علما بأنني حاليا أستخدم العديد من هذه الآليات التي أثبتت جدواها، سائلا الله تعالى التوفيق لنا جميعا.

ملاحظة: سأكون ممتنا لكم إن تم ضغط زر الإعجاب أو أضفتم تعليقا أو ملاحظة من أجل أن أستمر في الكتابة و تقديم محتوى يليق بكم، لكم جزيل الشكر.